حياة المصريين في أستراليا ليست الحياة بأستراليا بالأمر السهل كما يظن البعض، فهي مثل أي بلاد الغربة تتطلب المجهود والوقت لكي تستطيع التعود على الحياة هناك، بثقافة وعادات وتقاليد تختلف عما عاش عليه الإنسان، ولذلك فحياة المصريين في أستراليا ليست شرب الجعة وقضاء الوقت تحت أشعة الشمس والتزلج على الأمواج بل هي حياة كفاح، وعمل.
بيئة العمل في أستراليا في عيون الكثير من المصريين:
- العمل في أستراليا يتطلب ساعات عمل أكثر حيث الذهاب للعمل في الصباح الباكر لتجنب ازدحام الطرق، والعمل في أستراليا يسير بشكل عفوي وليس هرمي كما في الكثير من الدول.
- كما أن علاقات الزمالة والحياة الاجتماعية بين فريق العمل هامة جدا في أستراليا، وقد تكون عاملا من عوامل الارتقاء في العمل.
- كما أن عدم التعالي في العمل وإنكار الذات أمرا مهما في حياة العمل بأستراليا، فأهل أستراليا يكرهون من يمجد نفسه ويتحدث كثيرا عنها.
خلاصة تجارب المصريين في أستراليا:
كثير من المهاجرين لأستراليا وبعد وقت طويل من الحياة هناك وجدوا أن هناك عدة أمور يجب التفكير فيها قبل أخذ فكرة الهجرة ومنها:
- السبب من الهجرة فإذا كان السبب هو العمل فهذا خيار جيد لأن أستراليا بلد تحتاج للعمل والكفاءة، وإذا كان لمجرد نيل الجنسية فقد لا يتحمل الشخص فترة الأربع سنوات التي سوف يقضيها هناك للحصول على الجنسية
- دفع الضرائب بانتظام يمكنك من الحصول على الخدمات التي تسهل لك الحياة مثل الرعاية الصحية.
- تعدد الثقافات واحترام الغير، فكل مصري عاش في أستراليا وجد الثقافات المتعددة عليه احترامها كلها، وألا يتعالى أمام أحد بالحضارة الفرعونية مثلا.
- أستراليا ليست الجنة، فسوف تقابل بها الصعوبات التي يجب التغلب عليها.
- إذخار المال والبحث عن العمل، فليس أمامك إلا من 6أشهر حتى سنة لكي تنتظم حياتك.
- تعلم الإنجليزية واللهجة الاسترالية، لأن اللغة هي فكرة الشعب والناطق بها، إن لم تستطيع تفهم الناس لن تتعامل معهم.
الجالية المصرية بأستراليا:
حياة المصريين في أستراليا هي حياة عمل وكفاح خاصة لمن عاش فيها وقت طويل حيث تعود على نظام العمل بها، ولذلك تحرص الجالية المصرية على الارتباط الدائم بين الأجيال، وربط هذه الأجيال بوطنهم مصر ومعايشة قضاياه، والمساهمة في جعلهم خير سفراء لمصر بالخارج.
والنماذج على ذلك كثيرة ومشرفة ومنهم:
- منى شندي التي تتولى أعلى منصب في البحرية الاسترالية، حيث تعيش في أستراليا منذ كانت في الثالثة من عمرها.
- الأنبا سوريال، أسقف الكنيسة القبطية ملبورن وتوابعها، وهو منصب هام خاصة في بلد الهجرة.
تأشيرات العمل في أستراليا:
هناك العديد من التأشيرات التي تسمح بوجود حياة للمصريين في أستراليا، وليس المصريين وحدهم بل كل الجنسيات ومن هذه التأشيرات:
- تأشيرات العمالة الماهرة حيث تسمح لك بإدارة وتملك الأعمال وممارسة النشاط التجاري مواصلة أنشطة ريادة الأعمال.
ومن شروطها الأهلية للعمل، وتكون مرشحًا من قبل حكومة الإقليم أو جهة في الإقليم للعمل بتلك الوظيفة أو هذا النشاط، ويكون لديك تأشيرة النشاط التجاري أو فئة خاصة وتعد من أغلى التأشيرات في أستراليا.
- تأشيرة الابتكار التجاري والاستثمار وتتطلب الاستمرار في ريادة الأعمال التجارية ممارسة ومواصلة النشاط التجاري مدتها أربع سنوات ونصف
- تأشيرة صاحب العمل، وتحصل عليها إذا كنت بالفعل تقيم عملا في أستراليا وتديره قبل عامين من طلب التأشيرة، وتكلفتها عالية.
- تأشيرة الكفاءات والمواهب التجارية وتسمح لك بإنشاء أعمال جديدة أو تطوير أعمال تجارية، وهى أعلى التأشيرات ثمنا في أستراليا.
- تأشيرة الهجرة بسبب اللجوء الإنساني أي أن الشخص يعرض للإهانة.
الحصول على عمل في أستراليا:
- بمجرد وصول المصري إلى أستراليا وحصوله على الإقامة على الفور يبدأ في البحث عن العمل، وهنا يختلف الأفراد فقد يحصل الفرد مباشرة على العمل وقد يصل الأمر لعدة سنوات وهو لا يجد عملا، سواء كان من أبناء الجالية المقيمة بالفعل أم وافد حديث.
- أولى الخطوات التي يجب القيام بها هي معادلة الشهادة التي تم الحصول عليها من مصر مع الشهادات الدراسية في أستراليا، وقد يتطلب الأمر منك دراسة بعض الأشياء لتحصل على تلك المعادلة.
- الخطوة الثانية هي تقييم القدرات وتحديد المجال الذي سوف يعمل فيه، وتدريب نفسه على مقابلات العمل ليقنع لجنة الاختيار على اختياره في الوظيفة.
- الخطوة الأخيرة والأهم هي محاولة الانخراط في العمل التطوعي مما يكسب المصري القدرة على فهم المجتمع، ويمنحه فرص عمل جيدة وبشكل سريع، وهذا بالطبع يتفق مع طبيعة المصري المحب لفعل الخير.
- وأن تكون السيرة الذاتية جاهزة دائمة وواضحة، وعدم ذكر الدين أو الجنسية ، عدم ذكر إلا الاسم ورقم التليفون ليقوم المسئول بالاتصال بك في حالة نلت الوظيفة.
كيف يتعامل المصريون مع الكفيل في أستراليا:
حياة المصريين في أستراليا في بعض من الأحيان قد تعتمد على الكفيل، والكفيل في أستراليا هو أسترالي الجنسية أو نيوزلندي حتى يستطيع تقديم المساعدة لك عند وصولك، وغالبا يكون من الأقارب، فيسهل ذلك الأمر عليك.
دور السفارة المصرية والجالية المصرية:
دائما يوجد تعاون بين السفارة المصرية وبين الجالية المصرية لمحاولة تسهيل حياة المصريين في أستراليا، والعمل على حل مشاكلهم، ولعل النشاط الأخير الذي تقوم به وزارة الهجرة والسكان في هذا المجال خير دليل على ذلك.
فهي تحاول دائما ربط أبناء الجيل الثاني والثالث بالوطن الأم (مصر) من خلال قيامهم برحلات لمصر، والهدف من ذلك تعرفهم على تاريخ بلادهم، وعند عودتهم يساهمون في تشجيع أهل أستراليا لزيارة مصر للسياحة أو رجال الأعمال للاستثمار في مصر، فهم خير سفراء لمصر بالخارج.
كيفية الحياة في أستراليا:
في البداية ستكون الحياة صعبة، بتكاليف باهظة، لذلك على المصري أن يعرف أن حياته بمفرده تختلف عن حياته مع أسرته، حيث زيادة تكاليف المعيشة أو مصاريف التعليم، أو مصاريف إقامة الأسرة
فإذا كنت شابا بمفردك يمكنك الإقامة في بيوت الشباب أو بيوت الضيافة، أو تقيم في سكن مشترك، وإن كنت طالبا يمكنك الإقامة في الحرم الجامعي، أو أسرة تقوم باستضافتك.
التعامل بالدولار الأسترالي، كما يمكن التعامل بكارت الائتمان، كما يمكن للدارس في أستراليا فتح حساب بنكي سوف تحتاج للبريد الإلكتروني وخطاب الموافقة على الدراسة وجواز السفر وغير ذلك من أوراق إثبات الشخصية.
أما الحصول على خط أرضي فيمكن ذلك إذا كنت تقيم خارج الجامعي ويمكن الاستغناء عنه بالتليفون الجوال.
عيوب الحياة في أستراليا ومميزاتها:
حياة المصريين في أستراليا بها عدة عيوب منها :
- ارتفاع ثمن المنازل في أستراليا إذا ما قورنت بالولايات المتحدة الأمريكية مثلا.
- يظن الكثير ممن يتقن اللغة الإنجليزية أنه قادر على العيش في أستراليا ولكن على العكس اللهجة الاسترالية تختلف عن اللهجة الإنجليزية.
- ارتفاع ثمن الرعاية الصحية.
- ارتفاع معدلات طريان الجلد وأمراض السمنة.
- تكاليف السفر والخدمات تختلف بشكل كبير من منطقة لأخرى.
- ولأن الحياة في أستراليا ليست عيوبًا فقط فهي تحمل أيضا الكثير من المميزات منها :
مستوى تعليمي ممتاز في كل المراحل تقريبا، حرية التعبير وحرية الدين، الأمان أهم شيء يتمتع به من يهاجر إلى أستراليا، وأخيرا من أهم المميزات نمط الحياة الذي قد تضطر إلى تغيير باستمرار نتيجة التعامل مع ثقافات متعددة.
الخلاصة إن حياة المصريين في أستراليا متنوعة ومتجددة دائما لتعدد ما بها من جنسيات وثقافات، فعلى الشخص الذي يقرر العيش فيها يكون لديه القدرة على التعامل مع كل شخصية وثقافة على حدا.