تعد مكتبة الأسكندرية واحدة من أهم المكتبات المتواجدة في العالم بعصرنا اليوم، كما وأن لها تاريخ عريق فهي واحدة من مكتبات العالم القديم، وتتميز المكتبة بروعة تصميمها، هذا بالإضافة إلى تواجد الكثير من الكتب في مختلف المجالات بها.
بناء مكتبة الأسكندرية
تعود مكتبة الأسكندرية إلى عصور ماضية حيث تعود لعصر ما قبل التاريخ وبالتحديد في عام 330 ق .م، وهناك من يدعي أن تأسيسها جاء قبل هذا التاريخ بحوالي 42 عاما، وبالرجوع إلى كتب التاريخ فسنجد أن فكرة مكتبة الأسكندرية كانت في مخططات الأسكندر الأكبر الذي قام بتأسيس مدينة الأسكندرية، حيث أراد منها مكتبة ضخمة كالتي كانت تتواجد باليونان آن ذاك.
في الحقيقة لم يتفق كل المؤرخون على هذهالرؤية قط، فهناك من يقول أن مكتبة الأسكندرية تعود بالأساس للحاكم بطليموس الأول حيث أنه من شرع في تأسيسها في حياته ولما توفي تولى بطليموس الثاني أمر المكتبة وعني بإكمال تشييدها حتى تكون منارو للعلم والمعرفة، وقد كانت واستمرت كذلك حتى وقتنا الحالي.
لم يكتفي البطالمة بتشييد المكتبة كمبنى وحسب بل عملوا بكل كد وعناء حتى يتمكنوا من تكوين مجموعة مكتبية فريدة وخاصة لمكتبة الأسكندرية، فقد أصدر الحاكم أمرا بجمع كل الكتب من مختلف المعارف ولأي مؤلف من أنحاء البلاد ومن خارجها أيضا، كما وكان الحرص على أن تكون الكتب المجموعة من النسخ الأقد والأصلية، ومن الجدير بالذكر أنه تم العناية بجمع مخطوطات قصائد هوميروس أساس التعليم باليونان بشكل خاص، فحصلت المكتبة على مجموعة فريدة من تلك المخطوطات.
تدمير المكتبة
في عام 48 قبل الميلاد قام يوليس قيصر بحرق العديد من السفن بميناء الأسكندرية ولكن الحريق خرج عن السيطرة مما تسبب في بعض الأضرار بمكتبة الاسكندرية، وقد استمرت المكتبة لعصور تالية تتلقى العديد من الضربات مما أضعفها مكانة وبناءا، وفي عام 1974م بدأ التفكير في ترميم المكتبة وتجديدها حتى تعود منارة العلم والمعرفة بحق.
ترميم مكتبة الإسكندرية
في عام 1986م بعثت مصر لمنظمة اليونيسكو العالمية برغبتها في ترميم مكتبة الأسكندرية وتوسيعها، وبعد مناقشات وبحث عميق تقرر العمل على إحياء المكتبة مجددا، وقد كانت البداية في عام 1988م فقد عملت منظمة اليونيسكو مع الحكومة المصرية على تنفيذ المشروع، وخصصت الحكومة جزء من أراضي الأسكندرية لذلك.
كان الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يعتني بهذا المشروع شخصيا، وتم إنشاء المفوضية القومية العليا لمكتبة الأسكندرية للعناية بتجديدات المكتبة، وفي عام 2002م تم افتتاح المكتبة مجددا وهي تعمل منذ ذلك الحين على نشر العلوم والمعارف بكامل طاقتها وإمكانياتها، فبرغم من خسارة الكثير من الكتب القديمة في العصور الماضية نتيجة الفساد الذي عم المكتبة إلا أنها استطاعت أن تقوم بدورها من جديد.
وصف المكتبة
إن مكتبة الأسكندرية من الخارج تبدو على شكل قرص بيضاوي يشير إلى استمرارية الحياة، مع جدران صنعت من الجرانيت وتم كتابة بعض المنقوشات من حوالي 120 لغة مختلفة وعليها حتى تعطيها رونقا تاريخيا خاصا، وتتألف المكتبة من عشرة أدوار، فهناك أربع طوابق تحت الأرض وستة في الجزء العلوي من المبنى، ومن الجدير بالذكر أن المكتبة ملحقة بمتاحف ومراكز للبحوث قاعات للمؤتمرات وغير ذلك من المباني التي تدعم خدمات المكتبة العلمية.
إن مكتبة الأسكندرية من أهم المعالم التي يجب أن تزورها أثناء زيارتك للأسكندرية، فهي تحوى كما ضخما من العلوم والمعارف، كما وأنها تتميز بأرشيفها الرقمي الذي يمكنك الاستعانة به في حال كنت من الباحثين وطلاب العلم.
https://en.wikipedia.org/wiki/Library_of_Alexandria
https://www.ancient.eu/article/207/what-happened-to-the-great-library-at-alexandria/