قدماء المصريين
تُعَدُّ حياة المصريون القدامَى واحدة من أهم الحضارات التي ظهرَتْ في عصر ما قبل الميلاد، أي: قبل سبعة آلاف سنة وبقِيَتْ قُرابة الألفَيْ سنة، وقد كانت هذه الحضارة تتركَّز على ضِفاف نهر النيل.
واشتهر المصريون القدماء ببناء الأهرامات والمعابد الأثرية التي لا زالت موجودة وشاهدة على عبقريتهم المعمارية والهندسية حتى يومنا هذا، وأيضًا اشتهروا بمهنة الزراعة لوجودهم بجانب نهر النيل.
حياة المصريون القدامَى
- كان حياة المصريون القدامَى يعيشون على ضفاف النيل وذلك أكسبهم بشرةً سمراء وشعر أسود.
- كان أغلب المصريين القدماء يعملون بالزراعة لقُربهم من نهر النيل واحتوائه على الطمي الخصب لنماء النباتات بشكل جيد، ومن تلك النباتات المشهورة في تلك الحقبة “القمح” حيث يزرعونه ويقومون بطحنه بواسطة الرحَى لعمل الخبز.
حياة المصريين القُدامَى الاجتماعية
كانت حياة المصريون القدامَى منذ بداية نشأتهم على التمسُّك بالوحدة فيما بينهم؛ لأنَّهم عرفوا أنَّ الوحدة والتماسُك فيما بينهم هما اللَّذَيْن يقوم عليهما التقدُّم والازدهار؛ ومن أجل ذلك أيضًا حرصوا على تطبيق العدل والمساواة أمام القانون فيما بينهم؛ ولذلك كانت حياتهم يسودها الاستقرار والود والحب.
وكانت حياة المصريون القدامَى تنقسم إلى ثلاث طبقات اجتماعية:
الطبقة العليا: وهي طبقة فرعون مصر وعائلته، والأغنياء الذين يملكون الأراضي، ورجال الدِّين والطب.
الطبقة الوُسطَى: وكانت تتكوَّن من الذين يعملون بالتجارة، والحرف المختلفة، والوزراء وكبار الكُهَّان، وكُتَّاب الكُتب، والذين يحكمون الأقاليم.
الطبقة الدنيا: وكانت تتكوَّن من الفلاحين الذين يعملون بالزراعة، والعمَّال.
حياة المصريين القُدامَى الاجتماعية
- أيضًا كان المصريون القدماء يستخدمون نهر النيل في الاستحمام لاهتمامهم بالنظافة العامة، وكانوا يستخدمون الصابون المصنوع من دهن الحيوانات، واستعملوا الزيوت العطرية لتعطير أنفسهم، وكانوا يصنعون ملابسهم من الكتان وكانت باللون الأبيض.
- وكانوا يبنون بيوتهم من الطوب اللبن لبقائها باردة في نهار الصيف الحار، وكانوا يطلونها باللون الأبيض ويضعون لها ستائر من كتان وفرُشٍ من حصير القصب.
- أمَّا بيوت الطبقة العليا من الفراعين والأغنياء فكانت أوسع وأحسن حالًا من بيوت الطبقة الدنيا، وكانوا يزرعون حولها الحدائق لتجميلها، وكانت حيطانها من الداخل مزخرفة الرسومات والنقوش المختلفة الجميلة.
- وكانت أثاث البيوت يختلف باختلاف حال الذين يعيشون فيها من الوسائد والسُّرر المصنوعة من الخشب أو الذهب.
عاداتهم وتقاليدهم في حياتهم اليومية
عادات وتقاليد في حياة المصريون القدامَى كانت تختلف من طبقة لأخرى بحسب كل عادة:
ففي الطعام مثلًا: كانوا يتناولون أطعمتهم على الفرش والحصير التي كانوا يصنعونها من القصب -كما ذكرنا في السابق-.
وكانت أيضًا هناك وسائل للتسلية والترفيه عندهم مثل:
هواية رياضة الصيد: حيث كانوا يصطادون الحمام، والبط، والسمك، والغزلان، والسمَّان، والأسود، وغيرها من الحيوانات الأليفة للطعام أو المفترسة لاتِّقاء شرها.
الألعاب الرياضة: مارَسَ المصري القديم الكثير والعديد من الألعاب الرياضية التي كان فيها ترويح عن النفس بعد فترات العمل الشاق، مثل: التصويب، والمصارعة، ورفع الأثقال، وألعاب الذكاء مثل الشطرنج، والتحطيب، وكان النساء والأطفال يمارسون مثل هذه الألعاب التي تناسبهم.
الموسيقى والغناء: كانت الموسيقى والغناء والرقص لهم حظ كبير في حياة المصريين من جميع الطبقات؛ حيث كانوا يستعملون الطبول المصنوعة من جلد الحيوانات، والمزمار.
الاحتفال بالأعياد والمناسبات المختلفة: كان للمصريين القدماء الكثير والعديد من الأعياد والمناسبات التي كانوا يحتفلون بها، ومنها ما نحتفل به حتى الآن مثل: عيد الربيع (شم النسيم)، رأس السنة، وعيد الحصاد، ومنها ما كان خاصٌّ بهم مثل: عيد الإله آمون، وعيد جلوس الملك على العرش، ووفاء النيل -مع اختلافهم في طريقة احتفالهم به-.
لعبة الطاولة: منذ أن عرف المصري القديم هذه اللعبة وهو يقضي الكثير من الوقت في اللعب فيها، وكان يعتبرها لعبة الحظ التي كان يسمِّيها “سينيت” (Senet)، وقد نُقشَت على جدران إحدى المعابد الملكة نفرتاري وهي تلعب هذه اللعبة، وأيضًا وُجدت نقوش لملوك وأناس آخرين يلعبون هذه اللعبة وألوحها دُفنَت بجوار موتاهم.
الحياة الدِّينية في حياة المصريين القُدامَى
كان للدِّين دورٌ هامٌّ في حياة المصريون القدامَى ؛ حيث كان الدِّين لتفسير ما يحيط بالإنسان من ظواهر، وكان ينبع عن رغبة داخلية وخوف من الأخطار المحيطة، وليس الدِّين فحسب الذي كان مؤثِّرًا في حياة المصري القديم؛ بل كان جزءًا لا يتجزَّأ منها.
ونشأَتْ الديانة من اعتقاد المصري القديم بأنَّ هناك قوى خارقة هي التي تتحكم في الظاهر المحيطة به، والغير مفسَّرة له وخارجة عن نطاق تفكيره.
وعرَفَ المصري القديم مئات الآلهة والتي رمَزَ لها بصور الحيوانات كالبقر، والتماسيح، والكباش، والعجول، وغيرها من الحيوانات والطيور مثل الصقور، وطائر الرُّخ، وكانت تُصوَّر على شكل حيوان، أو شكل إنسان فقط، أو على شكل إنسان برأس حيوان.
وأيضًا آلهة السماء والتي أسموها “حتحور”، وآلهة الأرض “الإله جب”، وقرص الشمس والذي كان اسمه “آتون” أو “رع”، والقمر أيضًا وكان اسمه “تحوت”.
فن الهندسة والعمارة
كان فن العمارة المصرية من أبرز الفنون وأكثرها شُهرة في العالم بأسره حينها وحتى يومنا هذا، والشاهد على ذلك وأشهرها: أهرامات الجيزة، ومعبد الكرنك بالأقصر (طِيبة)، والكثير من المعابد والآثار التي لا زالت حتى الآن شاهد على عبقرية المصري القديم في فن العمارة والهندسة.
المرأة في حياة المصريين القدامى
كانت المرأة تتمتَّع بمنزلة ومكانة عالية في المجتمع المصري؛ لأنَّها تعتبر شريك الرجل في حياته، وقد وصَّى الفرعون المصري “بتاح حتب” في معاملة الزوج زوجته فقال: “إذا أردت الحكمة؛ فأحِب شريكة حياتك، اعتنِ بها كي تُراعِي بيتك”
تمتَّعَتْ المرأة في العصر القديم بحقوق عديدة كفلها لها المجتمع حتى وصلَتْ إلى العرش وإلى حكم مصر، مثل: “حتشبسوت، ونفرتاري، ونفرتيتي، وكيلوباترا السابعة، وميريت نيت”.
وكانت من أبرز ملكات ذلك العصر الملكتان “تتي شيري، وأياح حوتب” اللتان كان لهما دورًا عظيما في حرب الهكسوس؛ حيث جمعتا الفرق والمعدات العسكرية من فؤوس وخناجر ودبابات، والدعم الذي قدَّماه للملك “أحمس” حتى طردهم من مصر
وأيضًا تمتعت بحقوق قانونية مثل:
- حقها في الزواج والطلاق.
- حقها في أن تستعِيد مالها وثروتها إذا طُلِّقت.
- حقها في البيع والشراء، والعقود القانونية.
- حقها في أن يتساوَى أجرها بأجر الرجل إذا عملَتْ معه.
كما كانت المرأة تتزيَّن بالحلي والخواتم والأساور الذهب كنوع من التجمُّل، واستعملَتْ الحناء والكحل في التجمُّل والتزيُّن أيضًا.
وحصلَت المرأة في العصر القديم على ألقاب عديدة، منها “نبت بر” وتعني “سيدة البيت”؛ لتقديرها بما تعمله في بيتها لزوجها وأولادها، وقد نُقشَتْ على جدران المعابد المرأة وهي تقف وتطوق جسد زوجها بذراعها دليلًا على الحب القائم بين الزوجين، ووفاء الزوجة له ولأبنائها
وجاءت الآثار القديمة بما أفاد أنَّ المرأة كانت تعمل بالزراعة، وتربية الماشية والطيور، وكانت تطحن الحبوب لإعداد الخبز والأطعمة المختلفة، وأيضًا كانت تعمل في صناعة الملابس والمفروشات، وكُنَّ أيضًا يُجدْنَ القراءة والكتابة ممَّا أهَّلهُنَّ للعمل كخادمات ومربيات للأطفال في بيوت الملوك وأغنياء الدولة.
ولكل ما سبق كان لمصر مركز اقتصادي كبير بين دول المنطقة القديمة والحديثة، واستطاع المصري القديم بناء حضارة عريقة شاهدة على عبقريتهم وتفوقهم في جميع المجالات، والتي جعلتهم يحتلُّون المركز الأول بين حضارات العالم الأخرى، وما زالت حتى يومنا هذا.
وإلى هنا نصل إلى نهاية مقالنا “حياة المصريين القُدامَى” وللمزيد يمكنكم متابعة موقعنا.