السفر والهجرة، وحلم العيش في بلاد الخواجات حلم مرسوم داخل كثير من عقول الشباب والكبار، بحثا عن لقمة العيش مرة، وفرصة حياة أفضل أو فرصة للتعليم مرة أخرى، وهناك الكثير من البلدان التي تجذب الشباب والسفر إليها ليس بالمستحيل من هذه البلدان كندا، فما ملامح حياة المصريين في كندا.
عدد المصريين في كندا:
يوجد الكثير من المصريين في كندا تختلف حالتهم باختلاف إقامتهم فيها فمنهم من ولد هناك ولكن الأب والأم أو أحدهما من أصل مصري، ومنهم من عاش في كندا وحصل على الجنسية من أجل العمل ، وتزوج وعاش بها، ومنهم من أتي للتعليم ثم عمل بها.
إن تعداد عام 2011 أكد أن المصريين في كندا بلغ عددهم 73.250 ألفا مواطنا كنديا من أصل مصري، وبذلك فهم أكبر ثاني جالية لهم جذور ناطقة باللغة العربية في كندا.
ولكن العديد من المصادر تؤكد زيادة هذا العدد في الآونة الأخيرة، سواء للعمل أو الهجرة أو الدراسة حيث تعتبر كندا وجهه هامة يقصدها المصريون دائما.
وهناك تقارير تؤكد ارتفاع عدد المصريين في كندا عام 2016 إلى ما يقارب 600 ألف وهذا عدد كبير مقارنة بالأعداد السابقة.
أسباب اختيار المصريين لكندا:
تعد كندا هي ثاني دول العالم بعد الولايات المتحدة التي يقصدها المصريون للهجرة لعدة أسباب منها :
1- رخاء اقتصادي.
2- توافر فرص العمل.
3- مستوى تعليمي وصحي جيد.
4- التساوي بين المواطنين.
وكان أكثر من يفضلون الهجرة إلى كندا هم الأقباط الأرثوذكس بنسبة قد تصل إلى 90%، ثم المسلمين و الأقباط الكاثوليك أو المصرين من أصل أرمني، ولكن هذا تغير الآن وأصبحت النسب مختلفة عما كانت عليه من قبل .
المدن التي يوجد بها مصريين:
حياة المصريين في كندا كانت من قبل في مدن مثل مونتريال وتورنتو و أونتاريو و بريتش كولومبيا، فانكوفر، ولكن في الآونة الأخيرة انتشر المصريون في مدن عديدة وأصبحوا يعيشون في معظم مدن كندا.
أخبار زائفة نفتها السفارة الكندية في مصر وسبب ذلك:
لتزايد أعداد المصريين في كندا زعم البعض أن كندا بدأت في تسهيل هجرة المصريين إليها، ولكن هذا ما نفته السفارة الكندية ذاتها في مصر، حيث أكدت السفارة أنها لم تفعل ذلك مع المصريين أو مع أي جنسية أخرى، ومن يريد السفر والهجر لكندا عليه الالتزام بشروطها.
ولعل السبب في هذه الأخبار أن عام 2017 هو قيام مجلس الهجرة واللاجئين في كندا، بأن الهجرة لكندا للمصريين لا تتطلب جلسات استماع قضائية، وهذا يوفر الكثير من الوقت، وهذا ليس معمولًا به في مصر وحدها بل مصر واليمن وبورندي وأفغانستان.
ولعل هذا القرار هو ما جعل البعض يطلق هذه الشائعات لكن لا توجد تسهيلات في باقي الإجراءات حيث تسهل سفر المصريين أو حياة المصريين في كندا.
كيف تصبح عضوا في الجالية المصرية بكندا:
لكي يكون المصري في كندا واحدا من الجالية المصرية لابد أن يكون السفر من خلال أحد الطرق الثلاث وهي:
1- الهجرة عبر مفوضية اللاجئين حيث التقدم لمكتب الأمم المتحدة بمصر وهو من يقوم بالاتصال مع الحكومة الكندية ويسهل السفر ويوفر لك المساعدات المادية أول عام.
2- كفالة أحد الكنائس حيث يقدم الفرد على الهجرة لمكتب الأمم المتحدة أو مفوضية اللاجئين وهى من تتولى الأمور مع إحدى الكنائس والمعونات المادية والمساعدات تستمر لمدة 6 أشهر .
3- الكفالة قد تكون من شركة أو مؤسسة فالشخص يقدم على طلب الهجرة والمؤسسة تدعمه وتوفر له ما يحتاجه والحكومة الكندية غير مسئولة عن هذا الشخص.
الجالية المصرية في كندا:
تتمتع حياة المصريين في كندا بمذاق خاص حيث تجيب الجالية على العديد من الأسئلة التي تدور في عقول الكثير ومنها :
كيفية الحصول على فرص العمل، الفرص المتاحة للمهندسين والمدرسين والأطباء وغيرهم من مجالات العمل، كيفية التأقلم على الحياة هناك وكيف ستساعد الجالية في هذا.
كل ذلك وأكثر يحدث نتيجة التعاون الكامل مع السفارة المصرية، كما تحرص الجالية على الاجتماع خاصة في المناسبات التي يجتمع فيها الناس في مصر مثل الإفطار في رمضان والأعياد سواء كانت للمسلمين أو المسيحيين.
يوجد في كل مقاطعة ما يسمى بـ عمدة المصريين، وغالبا هو رجل هاجر منذ فترة وله اتصالات وعلاقات كثيرة ومقدر من كل المصريين هناك ويتم اللجوء إليه في حالة وجود مشكلة يتعرض لها أحد المصريين أو يقوم بتسهيل حياة المصريين في كندا في حالة ما إذا كانت الحياة جديدة عليهم ولديهم بعض الصعوبات.
تميز الجالية المصرية في كندا:
حياة المصريين في كندا تختلف عن كثير من الجاليات الأخرى، بسبب الحقيقة التي لا يستطيع أن يغفلها أحد، وهي أن الجالية المصرية في كندا تتميز بالمستوى العلمي الرفيع فمنهم أساتذة الجامعات، ورجال الأعمال البارزين، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الطلاب المصريين المتميزين في مختلف المجالات.
ولذلك توجد نماذج مشرفة في ميادين متعددة منها : الدكتور هاني مصطفي رائد في مجال محركات الطائرات، والدكتورة سمية ياقوت في مجال الهندسة الصناعية بجامعة مونتريال، وغيرهم كثير.
مجلس الجالية المصرية:
كما ذكرنا من قبل في كل مدينة بها جالية مصرية بها رجل يسمى عمدة المصريين، وعندما يجتمع المجلس يتم استعراض ما توصل إليه المصريين في كل المجالات التي يعملون بها، ومن المصري الذي أتي من وقت قريب وما المشاكل التي تعرضه ويبحثون عن حلول لها، ومن الذي يعمل في مجاله، كل ذلك في إطار تسهيل حياة المصريين في كندا.
مجلس الجالية العربية:
هو مجلس مقره في مدينة تورنتو، يعمل على تسهيل إجراءات الهجرة للعرب من أي دولة عربية، سواء كانت مصر أو غيرها، وهو مركز غير هادف للربح وتم تأسيسه عام 1972 ولذلك فهو واجهة مهمة توجه إليها العديد من المصريين في كندا وساعدهم على حياتهم هناك.
مساوئ الحياة في كندا:
بالرغم من المميزات التي ذكرناها من قبل وأن كندا توفر العديد من الفرص للعيش بداخلها، لكن للحياة بها مساوئ منها:
1- ارتفاع الضرائب فيها بشكل متزايد ومستمر.
2- ارتفاع مكانة اليهود بها، وهم دائما في مواجهة الجالية العربية عموما والمصرية بصفة خاصة.
3- اتباع كندا لسياسة الولايات المتحدة في أغلب الأحيان.
4- ارتفاع تكاليف التعليم الجامعي.
5- هي دولة منغلقة نسبيا فعندما تعلم أن غير الكندي لا يمكنه فتح حساب بنكي فهذا شيء يدعو للحيرة.
6- هي دولة فيدرالية، وهذا يعنى أنه عندما تعمل في مقاطعة أو مدينة وتنتقل للعيش في مقاطعة أخرى سوف تعيش وفق قوانين مختلفة تماما وكأنك تعيش في بلد آخر.
7- لا توجد ثقافة واحدة فهم شعب تكون من جميع شعوب العالم.
8- تكاليف الحياة بها مرتفعة نسبيا.
9- الجو في كندا في بعض المناطق شديد البرودة لا تنسى أن كندا دولة في شمال غرب العالم، وهذا الجو لم يعتاد عليه المصريون فالكثير يجد صعوبة في التأقلم عليه.
والخلاصة إن حياة المصريين في كندا، بها الكثير من الصعوبات والتي استطاع الكثير التغلب عليها ورفع اسم مصر عاليا، بسبب ما حققه من إنجازات، ونأمل أن نرى النماذج المصرية تغزو العالم كله لا كندا وحدها.